الخميس، 15 يناير 2015

SELMA نحو مظاهرة (سلمية) ..!






كُتب بواسطة : @Fahadjackman

قريبًا .. وقريبًا جدًا سنصل الى أبعد مما كنا نتصور !

هكذا كانت خطاباته التشجيعية وهكذا كان يطالبهم بالتمسك بكرامتهم ولكن بطريقة سلمية ! انه الناشط السياسي (مارتن لوثر كينغ) الحاصل على جائزة نوبل للسلام حيث كرس حياته وضحى بها من اجل إنهاء التمييز العنصري ضد اصحاب البشرة السمراء عام 1964 وتحدى الرئيس (ليدن جونسن) انذاك من اجل المطالبة بحقوق التصويت لهم وايضًا المطالبة بحقهم من اجل حياة عادلة بعيدًا عن عدم المساواة التي كانوا يعانون منها في زمن سابق فهذا العمل يتحدث عن فترة وعي بالنسبة للعنصرية حيث وضعت قرارات دستورية تنص على المساواة بين الشعب دون النظر الى (الألوان) ولكن في جنوب امريكا وبالتحديد في ولاية (ألاباما) توجد بلدة تسمى (سيلما) تفتقر الى هذا الوعي ولازال سكانها (البيض) يمارسون العنصرية بأبشع صورها وعلى رأسهم  المحافظ (جورج والاس) ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (ادجار هوفر) حيث كانوا يستخدمون طُرق ملتوية ومستفزة من اجل إبعاد اصحاب البشرة السمراء من حقوق التصويت وإرغامهم على العيش في ذل وإهانة ! وهنا يأتي دور الدكتور (مارتن لوثر كينغ) حيث اختار هذه المنطقة هدفًا وميدانًا لنضاله وحملته السلمية !
الممثل (ديفيد اويلو) جسد الدور واتقنه على اكمل وجه فبالإضافة الى الشبه بين الشخصيتين فقد اتقن الدور بشكل رائع خصوصًا في المشاهد التي كانت تحوي خطابات محفزة وتشجيعية حيث تلامس احساسه كإنسان يحمل على عاتقه هم كبير من اجل كرامة بني جلدته متمسكًا بهدف يبدو صعب ولكن ترى الطموح والأمل والعزيمة لاتفارقه ابًدا يسعى ويكافح بفكر خالي من العنف والتهور , هادئ ورزين وحكيم في كل خطوة يخطوها هكذا كان مبدئه للوصول الى هدفه الأسمى , اعتقد ان (ديفيد) درس الشخصية تمامًا ووفق في تجسيدها , وما ابهرني حقًا هو إخراج (افا دي فرناي) فهي لاتملك سوى اعمال متواضعة ولكن في اعتقادي انها وضعت كل مالديها في هذا العمل واخرجته بصورة رائعة جدًا فقد كان اختيارها لزواية التصوير والتنقل بين زاوية واخرى مميز فعًلا وزاد العمل جمالًا
ولم استغرب من ترشيحها لجائزة القولدن قلوب ولكن علامة استفهام بالنسبة لترشيحات الاوسكار ! عمومًا اداء الممثلين والإخراج كان رائع لكن نأتي للقصة في الجزئية الأولى كان الفيلم يُسرد بطريقة ممتازة يتخللها تشويق وإثارة حيث يبدأ الفيلم بتسليم جائزة نوبل الى الدكتور (مارتن) ثم مشهد حادثة الى ان يأتي المشهد الثالث وفيه صورة استفزازية توضح سوء المعاملة لهم انذاك وهذا ماقد يجذب المشاهد لرؤية ماهو قادم ولكن في الثلث الاخير تقريبًا واجه مشكلة في اعتقادي على مستوى تصعيد الأحداث ربما السبب يعود الى انه فيلم (بايوغرافي) ولكن هذا ماشاهدته فلو كان يمشي بنفس الرتم لأصبح الفيلم رائع.

هنا سأذكر قصة اغتياله التي لم يتطرق لها الفيلم سوى بالكتابة
في سنة  1968  حيث كان (مارتن كينغ) متواجدًا في غرفته مع مساعديه , مستعدًا للخروج امام المتجمهرين لكي يلقي خطابًا ظهر الى شرفته مع مساعده (جيسي جاكسون) وبدأ في تبادل الحديث وفجأة انفجرت حنجرته إثر طلقة نارية وسقط على الأرض وهو يصارع الموت حيث جاءت سيارة الإسعاف لإنقاذه ولكن دون جدوى وبعد اربع اشهر تم القبض على القاتل وهو احد المتعصبين البيض وكان يدعى (جيمس راي) وتمت محاكمته بالسجن 99 يومًا.

وهنا انتهت مسيرة المناضل السلمي
في الختام .. (لدي حلم) كانت من اشهر خطبه حيث قال فيها :
"لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم،
ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم !"
فهل ترى انه وصل الى ابعد مما كان يتصور ؟!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق