الخميس، 1 يناير 2015

Nightcrawler .. والإعلام الأسود !


كُتب بواسطة : @Fahadjackman

إذا اقتربت من تحقيق اهدافك .. تبدأ بالتساؤل : ماهي الخطوة القادمة !
هذا مافكر به (لويس بلوم) الشاب الذي لايملك شيء ليخسره , فقد كان يسرق لكي يجني قوت يومه ويبحث عن أي وظيفة ولكن دون جدوى فالجميع ينعته بالسارق , فقد مر بظروف جعلته قاسي القلب , عديم الإحساس ,  يبتسم ولكن وراء ابتسامته الكثير من التساؤلات ! (جيك جلينهال) جسد شخصية هذا الشاب بإبداع يفوق الوصف فالمخرج (دان جلوري) أحسن الإختيار لأن (جيك) في الآونة الأخيرة اصبح محط الأنظار بسبب اداءه الملفت في فيلم (السجناء) وكذلك بسبب حب الجماهير له , ومن خلال هذا العمل قد يكون قدم افضل اداء بالنسبة له , فعند مشهادتك له قد تشعر بإنه فعلًا يعاني من مرض ما فقد كان شاحب الوجه لا مُبالي , يتكلم بطريقة غريبة وأعينه تكاد ألا ترمش حيث يشعر المتلقي بالخوف والريبة  من هذا الشاب وما الذي ينوي على فعله ! فقد تكون نصيحة مثل .. If  It Bleads It Leads (كلما كان دموي .. كلما كان أبرز) تدفعه للجنون ! وهنا كانت نقطة التحول ! بالنسبة لي لامست شخصية مرعبة حقًا !



في أولى المشاهد يستعرض المخرج (الوجه الهادئ) لمدينة (لوس انجلوس) ولكن ماخفي كان أعظم ! فالإعلام قد يكون المجهر الذي يكشف الحقائق ولكن ... مامدى المصداقية ! هذا العمل يُصور الإعلام من زاوية قريبة تجعلك تتوقف وتتفكر هل علي تصديق كل مايذاع في نشرات الأخبار ؟! فالبعض من الصحافة قد يتملكه (الشغف) الزائد ومحاولة الوصول للقمة بأي وسيلة كانت حتى على حساب إنسانيته ! وقد يدفعه الأمر لإرتكاب جريمة او بمعنى اصح المشاركة فيها وتحريف الحقائق وكل هذا في سبيل الأسبقية ! حتى وان كنت تملك المهارات والقدرات العالية فأنت لست وحدك في عالم الصحافة وعليك المنافسة بشرف , في اعتقادي ان المخرج حاول التركيز على شخصية هذا الشاب من خلال زاوية الإعلام ونجح في الربط بينهما ,, فهذه الشخصية موجودة على أرض الواقع وكذلك .. (الإعلام الأسود) ! لن ادخل في تفاصيل القصة كثيرًا لأتركك تستمتع بأحد افضل اعمال هذه السنة .. في الختام كما هو معروف فإن الوصول للقمة يتطلب جهد كبير ولكنك تستطيع الوصول بأسرع وقت بشرط أن تتجرد من إنسانيتك وشرف المنافسة .. فهل تستطيع !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق