الأربعاء، 28 يناير 2015

Birdman رحلة خلف الكواليس !


كُتب بواسطة : @Fahadjackman

اترى ؟ هنا حيث تنتمي , فوقهم جميعًا !
هاجس كان يلازم الممثل الهوليوودي المعروف (ريجان) بعد ان قام بأداء دور بطل خارق يدعى (الرجل الطائر) قبل أعوام حيث حقق نجاحًا واسع ولكنه لم يستطع المحافظة على نجوميته وبريقه الى هذا اليوم لذلك يقرر العودة الى هذا الدور لإستعادة نجوميته من خلال مسرحية قصيرة في إحدى مسارح (برودواي) , عندما تقرأ هذه القصة تعتقد انها رواية مقتبسة من حياة الممثل (مايكل كيتون) حيث انه قام في سنة 1989 - 1992 بأداء دور (باتمان) وحقق انذاك شهرة كبيرة ونجاح واسع ولكن بعدها انطفى بريقه لفترة طويلة واصبح يقدم اعمال لاترتقي لمستوى اداءه وامكانياته ثم عاد لنا وبقوة بعد مايقارب 23 سنة بعمل رائع وبشخصية جديدة تدعى (بيردمان) ! حيث قام بإخراجه المميز (اليخاندرو غونزاليس) الذي اخرج افلام رائعة مثل Bable و Butifule جميعها ترشحت لجوائز الأوسكار وجوائز اخرى عالمية , (الرجل الطائر) يحلق لنا خلف كواليس هذه المسرحية بأسلوب تصوير ومنتاج احترافي مميز جدًا جدًا يجعلك تعتقد ان الفيلم تصور بطريقة one shot أي لقطة كاملة دون انقطاع في التصوير ! هذه الطريقة كانت ناجحة ومميزة فعلًا تجعل المشاهد يعيش وكأنه في رحلة سريعة تنتهي دون الشعور بمرور الوقت , وماهو معروف فإن (مايكل كيتون) ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل ومن الممكن ان يكسبها لأنه ببساطة قدم اداء استثنائي ورائع جدًا استنزف فيه طاقته التمثيلية واسلوبه الجاد مع القليل من الكوميديا السوداء واعاد بريقه كنجم مغمور وربما فعل كل هذا بسبب ان القصة تلامس شيئًا في حياته ! العمل صور لنا مايحاك في الجانب المظلم للمشاهير والخلاف الذي يحصل فيما بينهم حيث تحدث مشادات كلامية ونزاعات بسبب مشاعر واحاسيس مختلطة وفي لحظات يجدون انفسهم امام جمهور ينتظر منهم افضل اداء ثم يسدل الستار ويعودون مرة اخرى لمواصلة خلافاتهم ! وايضًا رساله لبعض النجوم السابقين والمحبطين ان بإستطاعتهم العودة الى نجوميتهم من خلال اصغر الأبواب  ان وجدت العزيمة والاصرار , وفي بعض المشاهد يوضح نقطة ان المشاهدين في وقتنا الحاضر يبحثون عن عامل العنف وإستنزاف الدماء وهذا مايصور وضع العالم الحالي وتأثيره على المشاهد وكذلك صور لنا تأثير الأدوار على بعض الممثلين عندما يتقمص الشخصية المقدمة له بشكل كبير قد يجعله يعيش حياة بين الخيال والواقع حتى بعد الإنتهاء من هذا العمل ! وهذا ماحصل لـ (ريجان) حيث تقمص شخصية (بيردمان) التي كانت سببًا لنجاحه وشهرته الفنية الى ان تكون لديه هاجس يلاحقه اينما ذهب ويذكره بمستواه ومكانته كممثل قدير لايقبل بأدوار لاتتماشى مع مكانته كنجم لامع ويبعث الغرور في نفسه بإستمرار لذلك كان في صراع نفسي واوهام طوال الوقت وضعته في مشاكل عائلية تلاحقه حتى خارج منزله ووجد نفسه امام عقبة عليه ان يتجاوزها بأي ثمن كان ! العمل يجمع كوكبة رائعة من الممثلين كانت لهم بصمة واضافة ايجابية على مستوى الأداء حيث قدم (ادوارد نورتن) اداء مميز ترشح من خلاله لجائزة الأوسكار عن افضل ممثل مساعد وكذلك (ايما ستون) كانت رائعة واجادة دور الفتاة الغير مبالية , حوارات مثيرة قدمتها مع (ادوارد نورتن) وكانت كفيلة بترشيحها لجائزة الاوسكار لأفصل ممثلة مساعدة , (نعومي  واتس) وجودها كان جميل في هذا العمل , لم تعطى مساحة كبيرة ولكن احببت ظهورها وكان اكثر من رائع , باختصار عمل متكامل سيكون له نصيب من الجوائز لامحالة ! وبالنسية للنهاية فقد تكون غامضة ومفتوحة كما يراها البعض ولكني خرجت بثلاثة تفسيرات سأذكرها لمن شاهد الفيلم.
" حرق "
كما نعلم فإن مشاهد التحليق وتحريك الأشياء كلها أوهام يتخيلها (ريجان) بسبب الصراع النفسي الذي يواجهه حيث يبعث له الشعور بالكمال والقوة الخارقة للطبيعة فنشاهد بين مشهد وآخر هذه التوهمات الى ان يأتي مشهد التحليق بين الشوارع الى ان يهبط ثم يليه مشهد رجل التاكسي عندما يلاحق (ريجان) لكي يدفع له اجرة التوصيل وهنا يتبين للمشاهد ان (ريجان) لم يكن يحلق ابدًا ولكنه استخدم سيارة اجرة للوصول الى المسرح , والآن نأتي الى النهاية :

التفسير الأول : في مشهد الإفتتاحية الأخير وبعد ان تملك (ريجان) الشعور بالقوة والعظمة , ذهب و ابدل السلاح المزيف بحقيقي لكي يثبت لجميع من تحدوه ان قادر للوصول الى ابعد بكثير مما يتوقعون وكذلك لكي يقتل (الرجل الطائر) ! وفي نهاية مشهد المسرحية اطلق الرصاص في رأسه وهنا بدأ (ريجان) يصارع الموت والمشاهد فيما بعد ذلك هي ماكان يتخيله وهو يلفظ انفاسه الأخيرة وهنا يجد نفسه او بالأصح (يتخيل) انه وصل لمراده حيث النجاح والشهرة وانتهاء خلافه مع زوجته وابنته كذلك لحظة وداعه لشخصية الرجل الطائر التي كانت تلازمه وتذكره بفشل هذا الطريق الذي يسلكه حيث نزع الضماد الذي على وجه وكان يشبه منقار الطائر وكأنه ينزع هذه الشخصية من روحه في لحظة انتصار ثم يليه مشهد الشرفة وهنا يرى نفسه من خلال نظرة ابنته له وهو يحلق بعيدًا في عالم النجاح الذي كلفه حياته !

التفسير الثاني : ان (ريجان) لم يمت وبالفعل اصاب انفه بدلًا من رأسه ولكنه تخلص من شخصية (الرجل الطائر) التي كانت تلازمه بعد ان اقدم على عمل من الصعب القدوم عليه وهو الانتحار امام الجمهور , ومشهد المستشفى كان حقيقي الى ان ودع (الرجل الطائر) وذهب الى الشرفة ومشهد عودة ابنته مرة اخرى كان من محض مخيلته وهو يرى نفسه بنظرة ابنته له !

التفسير الثالث : عندما اطلق الرصاص على رأسه مات مباشرة والمشاهد الأخرى ماهي الا عبارة عن (فلاش باك) للحياة التي كان يحلم بها.

وانا اميل الى التفسير الأول.

في النهاية (مايكل كيتون) حلق الى ابعد مما كان يتخيل !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق