الأربعاء، 4 فبراير 2015

BIRDMAN , BOYHOOD أعمال درامية أستثنائية في الألفية الجديدة

كتب بواسطة : معن يغمور
@maanyaghmoor



قد تجدني مبالغاً بوصفي هذه الأعمال بأعمال سينمائية استثنائية لكن في الحقيقة هي تحف سينمائية درامية فريدة من نوعها حقاً . قد تجد فوارق شاسعة بين هذه الفيلمين وباقي الأفلام الممتازة لكن ان ركزت قليلاً فكلا العملين متشابهان بنقاط ويتميز كل منهم على حدا بشيء ما . طبعاً مع اختلاف القصة والمخرج وطاقم التمثيل . في البداية شاهدت فيلم ريتشارد لينكلاتر في بداية العام الهجري رغم كثرة الانتقادات الشبه سطحية بعض الشيء بوصفه بالممل والصاحب السرد البارد وخالي من الأحداث المثيرة أو المشوقة مشددين بكلامهم بأن هذا الفيلم تمت مجاملته بجوائز الأوسكار والقولدن قلوب . حسناً  شاهدت لريتشارد لينكلاتر أعمال سابقة له منها بل أبرزها كانت سلسلة ( قبل الغروب ) والتي كانت من بطولة الممثل الأنيق ايثان هوك . ريتشارد لينكلاتر هو حتماً يملك حس ولمسة خفيفة بالاخراج يخرج لك تلك الأفلام بنمط ثابت ومستمر مستخدماً العديد من السنوات مدمجاً معها أحداث من الماضي والحاضر وسرد الفيلم معلق ما بين الزمنين يربطهما عشرات السينين ربما , مدركاً حقاً بأنك لن تشعر ببعد تلك السنين عن بعضهما بوسط القصة والممثلين . الصبا هو فيلم درامي بقصة جديدة وباخراج فريد ومميز وبممثلين استمروا بالتمثيل 12 سنة  بنفس الملامح والتصرفات وبنفس رتم الإخراج والتصوير , بعيداً عن هذه النقطة ريتشارد لينكلاتر أختصر 12 سنة من العمل في 3 ساعات الا ربع شاملاً لك سيناريو يحتوي على نمط حياة طفل منذ عمر خمس سنوات حتى 18 سنة جاعلاً من هذا الفيلم محطة لعيش حياة مختلفة واقعية متكررة تواجه مشكلات بشتى الطرق والأشخاص وبنفس الوقت تجد تلك العائلة تكبر معه بكل اللحظات والتفاصيل و يظهر لك كيف يتغير من سنة لسنة وكيف يواجه مشاكل نحن بأنفسنا قد وجهناها سابقاً بحياتنا الشخصية والطفولية . مشاكل الأباء والأخوان والطلاق والمشاغبات المدرسية والخ ... هي أمور روتينية جسدها لنا  ريتشارد لينكلاتر بنفس طاقم التمثيل وبرتم ثابت مستمر وبحوارات ونقاشات رائعة دامت 12 سنة من العمل عليها . هو حتماً برأيي عمل درامي فريد من نوعه والأفضل في الفترة الأخيرة كونه جسد الواقعية بصورة بحته خالية من التشكيك والأخطاء البسيطة حتى . فيلم صبا أيقونة سينمائية واقعية محكمة قدمها لنا ريتشارد لينكلاتر في هذا العام المنصرم أستحق من خلالها 6 ترشحات أوسكار . للمعلومية فقط أيثان هوك هو أحد الممثلين المميزين والمفضلين لريتشارد لينكلاتر بحكم اتقانه للأدوار وقدرته لايصال المشاعر والاحاسيس من خلال الحوارات . مع هذا الفيلم الأنيق ايثان هوك يترشح للمرة الرابعة لجائزة الأوسكار . الرجل الطائر أو فيلم مايكل كيتون بالأحرى شاهدت هذا الفيلم وأنا لا اعلم عن قصته وعن ماذا يتكلم كنت أظن بانه فيلم لأحد شخصيات السوبر هيرو ومايكل كيتون هو البطل بحكم أني شاهدت له عمل بطولي أخر بشخصية باتمان في التسعينات ومع ذلك تفاجأت بالقصة الغريبة لأكون صادق معكم تحطمت سقف طموحاتي في البداية (عشر دقائق) ولكن بعدها اتضح لي ما يلهم هذا الفيلم من قصة وأحداث ومغزى عميق رائع فعلاً . أليخاندرو غونزاليز شاهدت له عمل من قبل للمثل الأسباني خافير بارديم BIUTIFUL كان من أجمل الأفلام التي سرد لك تلك الشخصية المريضة المتأثرة والعالقة بوسط واقع صعب مرير يصارع من أجل الهروب منه مضيفاً للفيلم مواضيع ثقيلة مثل الهجرة والعلاقات المحرمة والموت المحتم باختصار شديد  أليخاندروغونزاليز صور لك مأسي الحياة في ذاك الفيلم فعلاً . هنا عند الرجل الطائر أليخاندرو غونزاليز يقدم تحفة سينمائية فريدة من نوعها بالاخراج والقصة وحتى بتمثيل كل من طاقم التمثيل . الفيلم يحاكي واقع الممثل المغمور الذي نجح مرة بتقمص دور ما أعجب الملايبن به ثم هبط مستواه ويسعى دائماً لأن يعود لتألقه مظهراًر لك تلك المشاكل التي يواجهه خلف ستار المسرح والعلاقات المضطربة بينه وبين عائلته . أليخاندرو غونزاليز استخدم اخراجه بطريقة الون تايك بدون كت بهذا الفيلم بحيث جعل من الفيلم من غير زوايا واضحة الكاميرا تلفتفت معك وتتحرك باستمرار من غير توقف ناقلاً منك انت المشاهد من منطقة لأخرى ومن شارع لشارع بطريقة سلسلة حتى الساوندتراك يظهر لك بواقعيته وهي عبارة عن موسيقى الطبول الفيلم يوصل لك حجم الانفصام وتعمق الشخصية التي عانى منها مايكل كيتون بعد تقمصه دور الرجل الطائر سابقاً أيضاً ما ميز الفيلم نمط السيريالية التي استخدمها في بعض اللقطات وكما قلت في البداية فأليخاندرو غونزاليز من المخرجين الكبار الذين يدمجون تلك المواضيع والأحداث بشكل مفاجئ وثقيل نوعاص ما تستغرب في البداية لكن سرعان ما تدرك بأن هذا الفيلم عبارة عن تحفة سينمائية مميزة في الفترة الأخيرة . مايكل كيتون ساعد من جعل هذا الفيلم ملامس لحياته الواقعية فحتماً ؤجميعنا يعلم بان مايكل اشتهر بدوره في باتمان في التسعينات وبعدها اختفى أثره تماماً وبدأ ظهوره يقل ولمعانه يخفت اضافة لنورتن وايما ستون اللذان استحقا الترشيح فعلاً نورتن بشخصية الممثل المتهور والمتكبر والبغيض وايما ستون بدور ابنة مايكل كيتون اللذان لا يتفقان أبداً غالباً يدخلان في دوامة النقاشات والخلافات الكثيرة . أليخاندرو غونزاليز حتماً صنع فيلم باخراج فريد ومميز وبقصه رائعة وملموسة نوعاً ما لأغلب المشاهير المغمورين . تسع ترشيحات الأوسكار استحقها جميعاً . ختاماً حفل الجوائز اقترب فيلم أليخاندرو غونزاليز وفيلم ريتشارد لينكلاتر هما الأقرب للفوز بأفضل سيناريو وأفضل اخراج هما حقاً أفلام استحقت تلك الترشيحات والجوائز والأفضل في هذه الألفية الجديدة التي غالباً استلهمتها أفلام الاثارة والمؤثرات البصرية والقصص المشوقة بخلاف أن هذان العملين من اداء بسيط وفكرة جديدة دخلا ترشيحات الاوسكار بأوسع الأبواب . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق